للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواب لو, كأنه أجيب بجوابين, وهذا كما تقول: لو كنت حرًا لاستقبحت ما يفعله العبيد, إذن لاستحسنت ما يفعله الأحرار, انتهى.

والمحقق الرضي لم يرتض هذا المسلك, واختار وجهًا غير ما ذكرنا قال: إن «إذن» متضمنة لمعنى الشرط, وحققه ثم قال: وإذا كانت بمعنى الشرط الماضي جاز إجراؤها مجرى «لو» في إدخال اللام في جوابها كما في البيت, فجملة لقام .. إلخ: جواب إذن, كأنه قيل: ولو استباحوا إبلي مع كوني من بني مازن لقام بنصري .. إلخ.

واستشهد بالبيت الأول على أن «بنين» لتغير مفرده في الجمع, أشبه جمع المكسر, فجاز تأنيث الفعل المسند إليه كما يجوز في الأبناء الذي هو جمع مكسر, كما أسند في البيت لم تستبح بناء التأنيث في أوله إلى «بنو» وهو ظاهر.

واستشهد بالبيت الثاني أيضًا على أن إذن تدخل على الماضي.

والبيتان أول أبيات ثمانية هي أول كاب «الحماسة» لأبي تمام الطائي لقريط ابن أنيف العنبري, وقد شرحناها جميعًا في الشاهد السادس والخمسين بعد الخمسمائة, وفي الشاهد السادس والأربعين بعد الستمائة من أبيات «شرح الكافية» للمحقق الرضي.

قال أبو عبيدة: أغار ناس من بني شيبان على رجل من بني العنبر يقال له: قريط بن أنيف, فأخذوا له ثلاثين بعيرًا, فاستنجد قومه فلم ينجدوه, فأتى مازن تميم, فركب معه نفر فأطردوا لبني شيبان مائة بعير فدفعوها إليه, فقال هذه الأبيات. ومازن هنا هو ابن مالك بن عمرو بن تميم بن أخي العنبر بن عمرو بن تميم, وإذا كان كذلك فمدح هذا الشاعر لهم يجري مجرى الافتخار بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>