قال المرزوقي: قصد الشاعر في هذه الأبيات إلى بعث قومه على الانتقام له من أعدائه لا إلى ذمهم, وكيف يذمهم ووبال الذم راجع إليه, لكنه سلك طريقة كبشة أخت عمرو بن معدي كرب في قولها:
ودع عنك عمروا إن عمروا مسالم ... وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم
فإنها لا تهجو أخاها, وعمرو هو الذي كان يعد بألف فارس, ولكن مرادها تهيبجه.
والاستباحة: الإباحة, وقيل: الإباحة: التخلية بين الشيء وطالبه, والاستباحة: اتخاذ الشيء مباحًا, ولا مناسبة للقيطة هنا لأنها فزارية لا اتصال لها بذهل بن شيبان, والصواب بنو الشقيقة, وأول من شرح على اللقيطة أبو عبد الله النمري أول شارح «للحماسة» واتبعه من جاء ببعده من شراحها, قال النمري: اللقيطة: نبز نبزهم الشاعر به وليس بنسب لهم, جعل أمهم ملقوطة وأخرجها مخرج النطيحة والرمية, هذا كلامه, ورد عليه الأسود أبو محمد الأعرابي الغندجاني فيما كتبه على ذلك الشرح قال: هذا موضع المثل «أول الدن دردي» هذا أول بيت من «الحماسة» جهل جهة الصواب في صحة منته, واستواء نظامه فاشتغل بوزن اللقيطة وذكر النطيحة, والصواب إن شاء الله تعالى ما أنشدناه أبو الندى, وذكر أنه لقريط بن أنيف العنبري:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو الشقيقة من ذهل بن شيبانا
قال: الشقيقة: هي بنت عباد بن زيد بن عوف بن ذهل بن شيبان, وهي أم سيار وسمير وعبد الله وعمر, وأولاد سعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان,