رحل عن الماء ولم يحضر، ولم ينزل إلا بالقفر، والنجم: الثريا، يقول: هذا الحي لا يرى النجم طالعاً بسدفة إلا رحل إلى مكان آخر يبتغي النجعة، فكأنه أبداً في قفر، لا يقيمون للمياه، هم أبداً سيارة. وهذا مثل قول جرير:
يتبعن مقترباً للبرق ظعَّانا
ومثله قول امرئ القيس:
تشيم السَّحاب الغرَّ أين مصابه
يقول: إذا وقعت سحابة قلنا: صبت بأرض كذا.
شربن بعكّاش الهبابيد شربة ... وكان لها الأحفى خليطاً تزايله
قال ابن السكيت: عكاش الهبابيد: ماء، والهبابيد: ماء، فجمعه بما حوله. والأحفى: بلد، أي: زايلته كما تزايل الخليط، وفي "القاموس": عكاش كرمان: جبل يناوح طمية، ومن خرافاتهم: عكاش: زوج طمية. انتهى. ويناوح: يقابل، وهما جبلان بالبادية وقال أيضاً في (هبد): كتنور: ماء بلا موضع، ووهم الجوهري، وقد يقال له: الهبابيد. انتهى. والأحفى: بالحاء المهملة وبالفاء.
فلما بدا دمج وأعرض دونه ... غوارب من رمل تلوح شواكله