قال ابن السكيت: دمخ، بالخاء المعجمة: جبل، وغواربه: أعاليه، وشواكله: نواحيه.
وقلن ألا البرديُّ أوّل مشرب ... أجل جير إن كانت رواءً أسافله
معطوف على مدخول "لما" قال ابن السكيت: البردي: يعني غديراً ينبت البردي، وجير: في معنى أجل وحقاً. انتهى وألا للاستفتاح والتنبيه، كذا قال من تكلم على هذا البيت، وعندي أن الهمزة للاستفهام عن النفي، والتقدير: أليس البردي أول مشرب؟ فقيل لهن: نعم إن كان سقي بالمطر. قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": البردي: غدير لبني كلاب، وأنشد هذا البيت، ولم يذكرها ياقوت في "معجم البلدان" وليست مذكورة بهذا المعنى في "الصحاح، والتهذيب، والجمهرة، والعباب، والقاموس" والبردي: مبتدأ، وأول مشرب: خبره، والجملة مقول القول، وقوله: أجل جير .. الخ، مقول لقول محذوف، أي: فقيل لهن: أجل، والمشرب: موضع الشرب. وقال ابن الملا: هو مصدر ميمي، ورواء بالكسر: جمع ريان، وريّا، كعطاش جمع عطشان وعطشى. وأسافل: جمع أسفل، وهو المكان المنخفض. يريد: إن اجتمع الماء في مواضعه المنخفضة حتى صار غديراً، فالبردي أول مشرب، وإلا فلا؛ فجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله.
ووقع في نسخة الدماميني مصراع الشاهد كذا:"أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره" وقال: صدره:
وقلن على الفردوس أوّل مشرب
وهو من قصيدة لمضرِّس بن ربعي الأسدي، وبه استشهد الزمخشري في "المفصل" والرضي في "شرح الكافية". قال ابن المستوفي في "شرح أبيات