للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفصل": يعني: قال النساء: إن ارتحلنا عن هذا الماء فإن أول مشرب نرده الفردوس قال الجوهري: والفردوس: اسم روضة دون اليمامة، والهاء في "دعاثره" يجوز أن تعود على الفردوس، وعلى المشرب. وأول مشرب: مبتدأ، وعلى الفردوس: خبره، والدعاثير: الحياض المتهدمة، جمع دعثور، وكان يجب أن يقول: دعاثيره، لكنه اضطر فحذف الياء. ثم أجبن بـ"أجل" أي: نعم إن كانت دعاثره مباحة غير ممنوعة.

ويكون في "جير" وجهان، أحدهما: بدل من "أجل" بدل الشيء من الشيء، والآخر: أن يكون بمعنى حقاً، أي: نعم، أحق ذلك حقاً إن أبيحث دعاثره. انتهى. أقول: الإبدال خاص بالأسماء، وهذا إنما هو تأكيد حرف بحرف، وقوله: بمعنى حقاً: هو خلاف قول من ذهب إلى اسميته، فإنه معناه عنده: الحق، لأنه غير منون، وقال ياقوت في "معجم البلدان": قال أبو عبيد السكوني: الفردوس: ماء لبني تميم عن يمين الحاج من الكوفة، وفردوس بلالام: روضة دون اليمامة، وفردوس الإياد: في بلادي نبي يربوع. انتهى. قال ابن المستوفي: ووجدته يروى: "أن كانت" بفتح الهمزة، ويكون في موضع المفعول له، وكسر إن أولى، أي: إن أول مشرب على الفردوس كما ذكرتن، ما لم تمنع دعاثره، وهذا من تسمية الشيء بما يؤول إليه. وجواب الشرط محذوف، أي: إن كانت أبيحت دعاثره فانزلن به، ودعاثره مع إن الشرطية غير مباحة، لأن الشرط قد يقع وقد لا يقع، ومع أن المصدرية مباحة، والأول أولى بالمعنى، وإن لم يبعد المعنى مع الثانية. انتهى.

وهذا البيت وإن اتشهر كذا في "الصحاح" وغيره، لم أره في شعر مضرس كذا، وإنما روايى الأصمعي وغيره كذا:

وقلن ألا الفردوس أوّل محضر ... من الحيّ إن كانت أبيرت دعاثره

<<  <  ج: ص:  >  >>