للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا آخر القصيدة، رواها لكعب في ديوانه أبو العباس الأحول، وقد أورد هذه القصيدة أحمد بن أبي سهل بن عاصم الحلواني في كتاب "الشعراء المنسوبين إلى أمهاتهم" لابن ملعقة، وهو سيار بن عهدة الغنوي وهو عندي بخطه، والله أعلم.

ولنرجع من هنا إلى شعر طفيل؛ وبعد البيت الشاهد:

تحاثثن واستعجلن كلَّ مواشك ... بلؤمته لم يعد أن شقَّ بازله

هذا جواب لما، تحاثثن: تسارعن، واستعجلن: طلبن عجلته، ومواشك: مسارع. اللؤمة: بضم اللام وسكون الهمزة، قال ابن السكيت: هي متاع الإبل وما يلقى عليها من رحل ومفارش، وجملة "لم يعد": صفة لمواشك، وأن: مصدرية، أي: لم يتجاوز شق نابه، يريد أنه كامل القوة، وشق: بفتح الشين، والبازل: الناب، وإنما قال: لم يعد، لأنه إذا تجاوزه يكون ضعيف القوى لهرمه، وبزوله إنما يكون بدخوله في السنة التاسعة، وبعدها يشرع في الهرم.

فباكرن جونا للعلاجيم فوقه ... مجالس غرقى لا يحلَّا ناحله

يعني: ماء يضرب إلى السواد، والعلجوم: الضفدع، وقوله: غرقى، يقول: هنَّ فيما شئن من الماء، كقولك: فلان في خير قد غرق فيه. ولا يحلا: لا يطرد، والناهل: العطشان، وإنما ذاك لكثرته.

إذا ما أتته الرِّيح من شطر جانب ... إلى جانب حاز التُّراب مجاوله

قال ابن السكيت: مجاوله يريد جولانه، وقوله: حاز التراب، أي: جمعه. انتهى. وقد أخذ هذا البيت كعب كما تقدم.

قذفن بفي من ساءهنَّ بصخرة ... وذمَّ نجيل الرُّمَّتين وناصله

قال ابن السكيت: يقول: إذا بلغِّن عن إنسان ما يكرهن قلن: بفي فلان

<<  <  ج: ص:  >  >>