للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأثافي، وإضافته إلى ضمير الرسم بتقدير مضاف، أي: طلل داره، وقيل: ينبغي أن يراد بالرسم هنا الأثر أو بقيته، لإضافة الطلل إلى ضميره إن لم تجعل الإضافة لأدنى ملابسة، وجملة وقفت: في موضع الصفة لرسم، وكدت: جواب رب المحذوفة، وجملة أقضي الحياة: خبر كاد، من قضيت الشيء إذا أدّيته. وروي: "كدت أقضي الغداة" من قضى فلان: إذا مات. والغداة: الضحوة؛ ظرف لأقضي.

وهو أول أبيات عدتها اثنا عشر بيتاً لجميل العذري وبعده:

موحشاً ما ترى به أحداً ... تنسج الريح ترب معتدله

وصريعاً من الثُّمام ترى ... عارمات المدبّ في أسله

بين علياء وابش وبليِّ ... والغميم الذي إلى جبله

واقفاً في رباع أمّ جسير ... من ضحى يومه إلى أصله

وقوله: موحشاً: حال من طلل، وهو اسم مفعول، وجملة "ما ترى به أحداً": صفة كاشفة لموحش، ونسج الريح: هبوبها من جهات شتى، فتثير التراب، فتغطي المعالم فلا تعرف، والترب بالضم: لغة في التراب، وفيها حذف مضاف، أي: ترب مكانه المعتدل، قال شارح ديوانه محمد بن السائب الكلبي في البيت الأول: من جلله، أي: من أجله، ومن جلله: من عظمه في عيني، وقال في الثاني: يقول: ما سكن منه واعتدل فالريح تقلبه وتثيره. انتهى. وروي: "تمسح الريح" يقال: مسحته الريح، إذا غيرته. وقوله: وصريعاً من الثمام ترى؛ صريعاً: مفعول ترى، أي: ملقى على الأرض، والثمام بضم المثلثة: نبت معروف في البادية. وقوله: عارمات: مبتدأ، وفي أسله: الخبر، والمدب: مجرى السيل، وعارماته: حشراته وداوبه، من عرمت العظم،

<<  <  ج: ص:  >  >>