للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأنباري، قال أحمد بن عبيد: أي جعلوا بيوتهم حوله كالنظم ليمنعوه، فلم يمنعوه. وقال ابن الأعرابي: النظم هو نظم أيديهم بالرمح. انتهى. وعليه، يكون منصوباً على الذم. وقوله: ياشاه الوجوه، "يا" للتنبيه، والجملة بعده دعائية، أي: قبحت وجوههم لأجل ذلك النظم، ويتعدى بالتضعيف، يقال: شوه وجهه تشويهاً، أي: قبحه.

وقوله: وبنو رواحة ... إلى آخره. رواحة: هو ابن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطعية بن عبس، وبنو رواحة ستة: جذيمة، وخلف، وعوير، وعمرو، وخالد، وحنظلة. قال ابن الأنبتري: الندي: المجلس، وأراد أهل الندي، والآنف: جمع أنف في القلة، وأنوف في الكثرة. والخثم، بضم الخاء المعجمة وسكون المثلثة: جمع أخثم، وهي العظيمة الكثيرة اللحم، ليست برقيقة ولا شم، عيّرهم على سبيل الذم بأن أنوافهم خثم.

وقوله: حاشا أبي ثوبان ... إلى آخره، هذا مستثنى من بني رواحة، والمعنى أذّمهم وألحاهم، إلا هذا الرجل فإنه لم يفعل ما يوجب ذمه ولحيه. قال ابن الأنباري: أراد ببكمة: أبكم. انتهى. وهو بفتح الموحدة، وقيل بضمها، في "تهذيب الأزهري": يقال للرجل إذا امتنع من الكلام جهلاً أو تعمداً: بكم عن الكلام، وفي "نوادر أبي زيد": رجل أبكم، وهو العيي المفحم، قلت: وبين الأخرس والأبكم فرق، فالأخرس: الذي خلق ولا نطق له كالبهيمة، والأبكم: الذي للسانه نطق، وهو لا يعقل الجواب ولا يحسن وجه الكلام. والفدم: بفتح الفاء وسكون الدال، قال الليث: هو العيي عن الحجة والكلام.

وقوله: عمرو بن عبد الله ... إلى آخره، بدل من أبي ثوبان، قال ابن الأنباري قال الضبي: أي: يضن بنفسه عن الملحاة، وهي مفعلة، من: لحوت

<<  <  ج: ص:  >  >>