للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله لا يذهب شيخي باطلا ... حتَّى أبير مالكاً وكاهلا

المعنى: إلا أن أبير، وهو منقطع بمعنى: لكن أبي. وقال سيبويه: وأما قولهم: والله لا أفعل إلا أن تفعل، فـ"أن تفعل" في موضع نصب، وليس بمبتدأ والمعنى: حتى تفعل، وكأنه قال: أو تفعل، وقد بين أن أو تفعل إذا نصب الفعل بعدها بمعنى إلا أن؛ فهذا بيان من كلامهم. انتهى كلام أبي حيان.

وقوله: وإذا احتمل أن تكون حتى فيه للغاية، فلا دليل على أن حتى بمعنى "إلا أن" قال تلميذة ناظر الجيش: لا شك أن تقدير "إلى" يلزم منه أن يكون مقصود الشاعر أن السماحة إنما يوصف بها من كان له مال كثير، فكان يجود منه إلى أن قل ماله، ثم إنه استمر يجود مع قله ماله، والظاهر أن مقصود الشاعر: أن السماحة لا يوصف بها إلا من يجود مع كونه قليل المال في الأصل، وجاد منه ابتداء، وإذا كان كذلك، تعيّن في البيت تقدير إلا أن، وامتنع تقدير إلى أن. على أن الشيخ قال: وقال ابن هشام في حديث "كل مولود يولد على الفطرة" .. إلى قوله فهذا بيان من كلامهم، ويكفي هذا نقل الشيخ عن ابن هشام، وما ذكره ابن هشام من كلام سيبويه في صحة ما ذكره المصنف، فكيف يقول الشيخ: وإما أن يكون بمعنى إلا أن فيكون للاستثناء [ذكر] هذا المصنف، ثم يقول: وقد أغنانا ابنه عن الرد على أبيه في ذلك؟ ! . انتهى.

وقال الدماميني: الفضول: جمع فضل، وهو الزيادة، والمراد زيادات المال: وهي: ما لا يحتاج إليه منه، والسماحة: الجود، والمعنى: إن إعطاءك من زيادات مالك، لا يعد سماحة، إلا أن تعطي في حال قلة المال. والاستثناء على هذا منقطع والمصنف استظهره، مع أنه يحتمل للغاية، أي: إنّ انتفاء كون عطائك معدوداً من السماحة ممتد إلى زمن عطائك في حال قلة مالك، يثبت حينئذ أن إعطاءك من الفضول سماحة، باعتبار أن الجود مع الإقلال، يدل على أن السماحة غريزة لك، فيكون ما أعطيته مع وجود الثروة سماحة أيضاً، ويحتمل

<<  <  ج: ص:  >  >>