هو من أبيات لعاتكة ابنة زيد ترثي بها زوجها الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما, وهي:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشًا رعض الجنان ولا اليد
شلت يمينك إن قتلت لمسلما ... حلت عليك عقوبة المتعمد
إن الزبير لذو بلاء صادق ... سمح سجيته كريم المشهد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يا ابن فقع القردد
فاذهب فما ظفرت يداك بمثله ... فيما مضى أو من يروح ويغتدي
قال عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في كتاب «المغازي»: لما رجع الزبير من وقعة الجمل مر ببني تميم, فأجاره النعر بن زمام المجاشعي, وسار معه, حتى إذا كان بوادي السباع, لحقه عمرو بن جرموز أخو بني ربيعة بن كعب, فقال له: أجيرك؟ قال: لا, فسار معه, ثم وضع ابن جرموز درعه على منسج فرسه, وقال للزبير: لو وضعت درعك فإنها تثقلك, ولم يزل به حتى نزعها ووضعها على منسج فرسه, وجعل يتخلف, فيناديه الزبير: ألا تلحقني! ثم تغشت الزبير نعسة, وألقى ابن جرموز رمحه وتخلف كأنه يأخذه, حتى إذا مضى وهو يخفق, حمل عليه فوضع الرمح بين كتفيه حتى خرج من بين ثدييه, ثم رجع برأسه إلى علي