فإن قيل: أين ما اشترطه من كون خبر المبتدأ بعد حتى من جنس الفعل المقدم عليه؟ قلت: ما قبل حتى في قوة قوله: فما زالت القتلى تغير ماء دجلة بالدماء.
والقتلى: جمع قتيل، وتمج: تقذف، ويروى بدله: "تمور دماؤها" مضارع مار الدم: سال، ومار الشيء: تحرك بسرعة، ودماؤها: فاعله، ودجلة بفتح الدال وكسرها: النهر الذي يمرُّ ببغداد، لا ينصرف للعلمية والتأنيث، والباء بمعنى في.
والبيت من قصيدة لجرير هجا ببها الأخطل، وذكر ما أوقعه الجحَّاف ببني تغلب، ومطلعها:
أجدَّك لا يصحو الفؤاد المعلَّل ... وقد لاح من شيب عذار ومسحل
ألا ليت أنَّ الظَّاعنين بذي الغضا ... أقاموا وبعض الآخرين تحمَّلوا
فيومًا يحارين الهوى غير ماصبًا ... ويومًا ترى منهن غولًا تغوَّل
وبعد بيتين قال:
بكى دوبلٌ لا يرقئ الله دمعه ... ألا إنَّما يبكي من الذُّل دوبل
جزعت ابن ذات القلس لما تداركت ... من الحرب أنياب عليك وكلكل
فإنَّك والجحّاف يوم تحضُّه ... أردت بذاك المكث والورد أعجل
سرى نحوكم ليل كأنَّ نجومه ... قناديل فيهنَّ الذُّبال المفتَّل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute