للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل أبوه غوث. وأسرف الجحاف في القتل، وشق البطون عن الأجنة، وفعل أمرًا عظيمًا، فلما عاد عنهم، قدم الأخطل على عبد الملك فأنشده:

لقد أوقع الجحَّاف بالبشر وقعة

والبشر بالكسر: اسم ماء. فطلب عبد الملك الجحاف، فهرب إلى الروم، فكان يتردد فيها، ثم بعث إلى بطانة عبد الملك من قيس، فطلبوا له الأمان فأمنَّه، فلما جاء ألزمه ديات من قتل، وأخذ منه الكفلاء، فسعى فيها حتى جمعها وأعطاها. ثم تنسك الجحاف بعد وصلح، ومضى حاجًا فتعلق بأستار الكعبة، وجعل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظنك تفعل، فسمعه محمد بن الحنفية فقال: يا شيخ، قنوطك شر من ذنبك! .

وقوله: فإنك والجحاف .. إلخ، تحضه: تحثه، والمكث: البطء، والورد بالكسر: الورود، قال شارح ديوانه: يقول: أردت تأني الجحاف وإبطاءه عنكم، ووروده كان إليكم أعجل. وقوله: سرى نحوكم ليل .. إلخ، الليل هنا: الجيش الكثير، شبهه بسواد الليل، وشبه لمعان السلاح فيه بالقناديل، والذبال: جمع ذبالة، وهي القتيلة.

وقوله: فما انشق ضوء .. إلخ، الكردوس بالضم: القطعة من الخيل العظيمة، ويهديهن: يدلهن ويقودهن، والورد: الأسد، وعنى به الجحاف. وقوله: منها تمام ومعجل، ولدت لتمام الحمل، بفتح التاء وكسرها، ومعجل: اسم مفعول؛ خلاف التمام، والصبر: القتل أسرًا، والبقير: المبقور، وهو الذي شق بطنه، وتولول: تصوت وتصيح، وخلاس وعزهل: رجلان من قيس، وأبو مالك: كنية الأخطل، والمغزل كجعفر: الغزل، وهو محادثة النساء واللعب، وإنما يهزأ به، يقول: قد شغلك ما صنعت عن التغزل، والردينيات:

<<  <  ج: ص:  >  >>