للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فآليت لا تنفك عيني حزينةً ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا

فلله عينا من رأى مثله فتى ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا

إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا

ثم تزوجها عمر بن الخطاب, فأولم عليها, فكان فيمن دعا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما, فقال له علي: دعني أكلم عاتكة, فقال: كلمها يا أبا حسن, فأخذ علي بجانب الخدر, ثم قال يا عدية نفسها:

فآليت لا تنفك عيني حزينةً ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا

فبكت, فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ ! كل النساء يفعل هذا.

ثم قتل عنها عمر رضي الله تعالى عنه, فقالت تبكيه:

عين جودي بعبرةٍ ونحيب ... لا تملي على الجواد النجيب

فجعتني المنون بالفارس المعـ ... ـلم يوم الهياج والتثويب

قل لأهل الضراء والبأس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب

ثم تزوجها الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه, فكانت تخرج إلى المسجد ليلا, وكان يكره خروجها ويحرج من منعها, فخرجت ليلة إلى المسجد, وخرج الزبير فسبقها إلى مكان مظلم من طريقها, فلما موت وضع يده على بعض جسدها, فرجعت تبكي, ثم لم تخرج بعدها, فقال لها الزبير: مالك لا تخرجين إلى المسجد كما كنت تفعلين؟ قفالت: قد فسد الناس, فقال: أنا فعلت ذلك, فقالت: أليس يقدر غيرك أن يفعل مثله؟ فلم تخرج حتى قتل عنها الزبير, فقالت ترثيه:

<<  <  ج: ص:  >  >>