والكلال: التعب، وجملة ماتوا: صفة ثانية لفتو، وأراد بالموت: مقاساة الأهوال والشدائد، وقوله: ثم أبنا غانمين: من آب يؤوب؛ إذا رجع. ورواه صاحب "الأغاني":
ثمَّ أبنا غانمين وكم ... من أناس قبلنا ماتوا
وقوله: نحن أدلجنا، يقال: أدلج إدلاجًا: إذا سار الليل كله. وروى صاحب "الأغاني":
ليت شعري ما أطاف بهم ... نحن أدلجنا ... إلخ
ورواه غيره:
"ليت شعري ما أصابهم"
وجذيمة الأبرش: بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة، قال الجاحظ في "البيان": عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي إن جذيمة الوضاح هو الأبرش التنوخي الأزدي، وهو آخر من ملك من قضاعة بالحيرة، وهو أول من حذا النعال، واتخذ المنجنيق ووضعه على الحصون، وأول من أدلج من الملوك، وأول من رفع له الشمع، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيًا، وأبعدهم مغارًا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزمًا، وهو أول من استجمع له الملك بأرض العراق، وضم إليه العرب، وغزا بالجيوش، وكان به برص، وكانت العرب تكني عن أن تسميه به وتنسبه إليه إعظامًا له، فقيل: جذيمة الوضاح، وجذيمة الأبرش. وكانت منازله فيما بين الحيرة والأنبار و"بقة" و"هيت" وناحيتها، و"عين التمر" وأطراف البر، وتجبى إليه الأموال، وتفد عليه الوفود، وكان غزا طسمًا وجديسًا في منازلها من "جو" وهي اليمامة، فوافق خيول ابن أسعد أبي