بالكثرة، ولا يكون مجرد الحصول في الجملة. انتهى. وقال صاحب "المصباح": والأكثرون رووا البيت هكذا، ورواه أبو الفرج الأصبهاني:"ترفع أثوابي شمالات" وهي رواية حسنة جدًا، ورواه ابن حزم:"رب ليل قد سريت به" فغير صدره، قال: وفي قوله: ترفعن ثوبي: إشارة إلى أن قميصه لا يلصق بجلده لخمصه، وهذا مدح عندهم، لا سيما من كان عندهم من أهل النعمة. انتهى.
وقوله: في فتوٍّ .. إلخ، هو جمع فتى، وهو السخيّ الكريم، والشاب أيضًا، جمع على فعول، وفي بمعنى مع، متعلقة بأوفيت، وكالئهم: اسم فاعل من كلأه الله يكلؤه، مهموز بفتحتين، أي: حرسه وحفظه، وقوله في بلايا عورة .. إلخ، البلايا: جمع بلية، وفي: متعلقة بباتوا، والعورة بالفتح: موضع خلل يتخوف منه في ثغر أو حرب، وبات: له معنيان أشرهما اختصاص الفعل بالليل، كما اختص الفعل في ظل بالنهار، فإذا قلت: بات يفعل كذا؛ فمعناه: فعله بالليل، ولا يكون إلا مع سهو، والثاني بمعنى صار، يقال: بات بموضع كذا، أي صار، سواء كان في ليل أو نهار، والمغنيان هنا محتملان. وروى صاحب "الأغاني" هذا البيت كذا:
في شباب أنا رابئهم ... هم لدى العورات صمّات
ورابيء: اسم فاعل من ربأت القوم بالهمز ربءًا وارتبأتهم، أي: رقبتهم، وذلك إذا كنت لهم طليعة فوق شرف. والربيء والربيئة: على وزن فعيل وفعيلة: الطليعة، والمربأة على مفعلة، وكذلك المربأ: المرقبة. وصمات: جمع صامت، وصمتهم للجراسة. ورواه الجوهري: