وذي شامة غراء في حرِّ وجهه ... مجلَّلة لا تنقضي لأوان
ويكمل في تسع وخمس شبابه ... ويهوم في سبع معًا وثمان
على أن رب للتقليل، فإن مولودًا لا والد له في غاية القلة، وكذلك ذي ولد لا أبوين له، وكذلك الثالث.
والبيت الأول استشهد به سيبويه في ترخيم اسحار في أنك تحركه بأقرب الحركات إليه، وكذا نقول: انطلق إليه في أمر، تكن اللام فتبقى ساكنة، والقاف ساكنة، فتحرك القاف بأقرب الحركات إليها وهي حركة الطاء، قال أبو جعفر النحاس: فإن قيل: فقد جئت بحركة موضع حركة، فما الفائدة في ذلك، فالجواب إن الحركة المحذوفة كسرة، انتهى، أي: فالفتحة أخف منها، فأصل يلده بكسر اللام وسكون الدال للجزم، فسكن المكسور تخفيفًا، فحركت الدال لالتقاء الساكنين بحركة هي أقرب المتحركات أيها، وهي الفتحة، لأن الساكن غير حاجز حصين.
قال المبرد في "الكامل": كل مكسور ومضموم إذا لم يكن من حركات الإعراب يجوز فيه التسكين، وأنشد هذا البيت وقال: لا يجوز ذلك في المفتوح لخفة الفتحة، انتهى.
ووقع صدر هذا البيت في رواية سيبويه:"ألا رب" كما هنا، وجاء في "إيضاح الفارسي" برواية: "عجبت لمولود" وكل منهما رواية صحيحة، ونسبه سيبويه لرجل من أزد السراة، والبيت الثاني رواه الجاريردي وغيره كذا: