للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذي شامة سوداء في حرِّ وجهه ... مخلَّدة لا تنقضي لأوان

وهي رواية أحسن من الأولى، وروي مصراع البيت الثالث: "ويهوم في سبع مضت وثمان".

وقوله: وذي شامة، الشامة: علامة مخالفة لسائر البدن، والخال: هي النكتة السوداء فيه، وأراد بالشامة: المسحة التي في القمر يقال: إنها من أثر جناح جبريل عليه السلام، قال الخفاف: شبه النكتة التي تظهر في المسمى "أرنب القمر" بالشامة، انتهى.

وأراد بكمال شبابه صيرورته بدرًا في الليلة الرابعة عشر، لأنه حينئذ في غاية البهاء والضياء، كما أن الشباب في غاية قوته وحسن منظره، وأراد بهرمه: ذهاب نوره ونقصان ذاته في الليلة التاسعة والعشرين، فإن السبعة والثمانية هي خمسة عشر، إذا انضمت مع الخمسة والتسعة المتقدمة وهي أربعة عشر، صارت تسعة وعشرين، وهذا الضم استفيد من قوله: معًا، ورواية "وذي شامة غراء" غير مناسبة، كرواية مجللة، اسم فاعل من التجليل، وهو التغطية، وحر الوجه: ما بدا من الوجنة، أو ما أقبل عليك منه، أو أعتق موضع فيه، ومخلدة: باقية، بالجر صفة لذي شامة، وبالنصب حال منه، واللام في قوله: لأوان، بمعنى في، أو بمعنى عند، وذكر العدد في الجميع، لأنه باعتبار الليالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>