للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبن عبد البر في "مقدمة الاستيعاب": الأزد: جرثومة من جراثيم قحطان، وافترقت فيما ذكر ابن عبدة وغيره من علماء النسب على نحو سبع وعشرين قبيلة، ويقال لبعض منهم، أزد السراة، وهو من أقام منهم عند جبل السراة بفتح السين المهملة.

وقوله: ألا رب مولود وليس له أب ... أي: رب إنسان مولود، فمولود: صفة لمجرور رب المقدر، أو جملة: "وليس له أب" في موضع الصفة لمجرور رب، وجوابها محذوف تقديره: وجد، وهذه الواو هي سماها الزمخشري واو اللصوق، أي: لصوق الصفة بالموصوف، وجعل من ذلك قوله تعالى:

{وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} [الحجر/٤] أو هي حال من مولود، ولا وصف لمجرورها، لأنه غير لازم عند سيبويه ومن تبعه.

قال أبو حيان في "شرح التسهيل": واستدل ابن طاهر على أنه لا يلزمه الوصف بقوله: ألا رب مولود وليس له أب، ألا ترى أن مولودًا لم يوصف! قال ابن عصفور: ومما يبين أنه لا يلزمه الوصف أنك تجد أماكن إن جعلت ما بعد المخفوض صفة لم يبق للمخفوض ما يعمل فيه لا في اللفظ ولا في التقدير، لأن معنى الكلام لا يقتضي عاملًا محذوفًا بل تجد المعنى مستقلًا من غير حذف، نحو قول امرئ القيس:

فيا ربّ يوم قد لهوت وليلة ... البيت

ألا ترى أن المعنى مستقل بما في اللفظ خاصة، وإن رمت أن تتكلف حذف عامل فقدرت: ظفرت بها أو تمتعت بها، كانت زائدة غير مفيدة، لأن ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>