فقال الأخطل: صدق يا أمير المؤمنين, النابغة أشعر مني, فقال لي عبد الملك: ما تقول في النابغة؟ قلت: قد فضله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على الشعراء غير مرة, خرج وببابه وفد غطفان فقال: أي شعرائكم الذي يقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبةً ... وليس وراء الله للمرء مطلب
قالوا: النابغة, قال: فأي شعرائكم الذي يقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
قالوا: النابغة, قال: هذا أشعر شعرائكم.
وله القصائد الاعتذاريات المشهورة إلى النعمان بن المنذر, لم يقل أحد مثلها, منها قوله:
نبئت أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأر من الأسد
وتمثل به الحجاج بن يوسف حين سخط عليه عبد الملك, ومما يتمثل من شعره:
فلو كفى اليمين بغتك خونًا ... لأفردت اليمين من الشمال