للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنابغة: اسمه زياد بن معاوية, وينتهي نسبه إلى سعد بن ذبيان, وكنيته أبو أمامة, وهو أحد شعراء الجاهلية وأحد فحولهم, وسمي النابغة لقوه:

فقد نبغت لنا منهم شؤون

وقيل: لأنه لم يقل الشعر حتى صار رجلًا, قال ابن قتيبة في «تراجم الشعراء»: ونبغ بالشعر بعدما احتنك, وهلك قبل أن يهتر. وهو أحد الأشراف الذين غض الشهر منهم, وهو أحسنهم ديباجة شعر, وأكثرهم رونق كلام, وأجزلهم بيتًا, كأن شعره كلام ليس فيه تكلف, ومات في الجاهلية في زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قبل أن يبعث.

ومما قاله في ملوك غسان ما أنشده ابن قتيبة عن الشعبي أنه قال: دخلت على عبد الملك وعنده رجل لا أعرفه, فالتقت إليه عبد الملك فقال: من أشعر الناس؟ قال: أنا, فأظلم ما بيني وبينه, فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فتعجب عبد الملك من عجلتي, فقال: هذا الأخطل, فقلت: أشعر منه الذي يقول:

هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التمام

للحارث الأكبر والحارث الـ ... أصغر والأعرج خير الأنام

<<  <  ج: ص:  >  >>