للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الخلاف وقد نصّ ابن السراج في "الأصول" علي جواز استقبال صفتها لا جوابها، وأن صفة مجرورها لابدَّ منه، وأن جوابها لابد من مضيه، ومذهبه تعلق ربَّ بجوابها، وننقل لك كلامه من "الأصول" حتى تراه، قال: واعلم أن الفعل العامل فيها أكثر ما تستعمله العرب محذوفاً، لأنه جواب، وقد علم فحذف، وربما جيء توكيداً وزيادة في البيان، تقول: ربً رجل عالم قد أتيت، فتجعل هذا هو الفعل الذي تعلقت به ربّ حتى يكون في تقدير: برجل عالم مررت، وكذلك إذا قال: ربّ رجل جاءني فأكرمته، هنا فعل أيضاً محذوف كأنه قال له قائل: ما جاءك رجل فأكترمته؟ فتقول: ربّ رجل جاءني فأكرمته، أي قد كنت فعلت ذاك، فيكون جاءني وما بعده صفة رجل، والصّفة والموصوف بمنزلة اسم واحد، والكلام بعد ما تمَّ، فإن لم تضمر: قد فعلت، وما أشبهه؛ لم يجز. واعلم أنه لابد للنكرة التي تعمل فيها ربّ من صفة، إما اسم وإما فعل، لا يجوز أن تقول: ربّ رجل، وتسكت، حتى تقول: صالح ونحوه, ... إلي أن قال:

واعلم أن ربهً تستعمل علي ثلاث جهات؛ فالوجه الأول: هو الذي قد ذكرت من دخولها علي الاسم الظاهر النكرة، وعملها فيه وفي صفته الجر. والوجه الثاني: دخولها علي المضمر على شريطة التفسير، وشرحه مفصلاً. والوجه الثالث: أن تصلها بما، فتستأنف ما بعدها، وتكفها "ما" عن العمل ويقع بعدها الفعل، فتقول: ربمّا قام زبد، وربّما زيد قام، وربّما فعلت كذا. ولما كانت ربّ إنما تأتي لما مضى، فكذلك ربّما وقع بعدها الفعل كان حقه أن يكون ماضياً، فإذا رأيت الفعل المضارع بعدما؛ فثم إضمار كان .. إلي أن قال: ولا يجوز: ربَّ رجل سيقول، وليقو منّ غداً، إلا أن تريد: ربّ رجل يوصف بهذا، تقول: ربَّ رجل مسيء اليوم محسن غداً، أي: يوصف بهذا، ويجوز: ربَّما رجل عندك، فتجعل "ما" صلة ملغاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>