أين خراش؟ فقال: أفلت مني فذهب، فسعى القوم في إثره فأعجزهم، فقال أبو خراش في ذلك يرثي أخاه عروة، ويذكر خلاص ابنه خراش.
وقوله: حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا .. قال ابن جني في "إعراب الحماسة" إذ: بدل من بعد، والمعنى: أشكر الله بعد ما اتفق من قتل عروة على تخلص خراش، وقوله: وبعض الشر .. الخ، كأنه تصور قتلهما جميعاً لو اتفق، فرأى قتل أحدهما أهون، قال ابن جني: فإن قيل: ليس في الشرهيَّن، وأفعل هذا يستعمل في مشتركين في صفة زاد أحدهما على الآخر، فكيف يجوز هذا، ولاهيّن في الشر؟ ! وجوابه إن هذا كلام محمول على معناه دون لفظه، وذلك أنه إن كان هناك حال تهوّن الشر من صبر عليه أو احتساب أو طلب ذكر أو ثواب، فإنه أيضاً مراتب وليس بجار على سنن واحد.
وأجاب التبريزي: بأن للشر مراتب، فإذا جئت إلى آحادها، وقد تصورت جملها، ورتب الآحاد فيها، وجدت كل نوع منها بمضامّته للغير، له حال في الخفة والثقل، وإذا كان كذلك، فلا يمنع أن يوصف منه شيء بأنه أهون من غيره، وقوله: رزنته بالبناء للمفعول، أي: أصبت به.
قال المرزوقي: تعلق الباء من قوله: "بجانب" بـ "قتيلا"، كأنه قال: ما أنسى قتيلاً على الأرض بجانب قوسى رزنته، و [موضع] رزنته وبجانب جميعاً: صفة للقتيل، وقد دخله بعض الاختصاص بذكرهما. انتهي. وأراد بالتعلق التعلق المعنوي، وهو كونه صفة كما صرح به في آخر كلامه، وقد غفل عنه الدماميني فقال: الظاهر أنه لا يعني قتيلاً المذكور، لأن وصفه مانع من إعماله، وإنما