تسمي "على" العلاوة، بل هي "على" التي للتعويل علي ما أشار إليه الفاضل الشريف في "شرح الكشاف" حيث قال: وأشار، يعني صاحب "الكشاف" بكلمة "على" في قوله: على أن المنافقين وذواتهم لم يشبهوا بذات المستوقد حتى يلزم منه تشبيه الجماعة بالواحد، إلي أن الجواب الثاني إما علاوة وإما معوّل عليه. انتهي. ومن أراد الإطلاع على الحقيقة فليطالع الشرح المذكور. ويدل على ما قلنا تقرير ابن الحاجب ههنا، وأما "على" التي علاوة؛ فهي التي بمعنى مع في الحقيقة، كما في قوله تعالي:(وإنَّ ربَّك لذو مغفرةٍ للنّاس علي ظلمهم)[الرعد/٦] ومثاله قول القائل: ابني لم يؤد حق الأبوة، ولك يكرمني، على أني وهبت له داراً، وأعطيته مالاً، فإن "على" فيه للتعويل، لأن الجملة الأولي وقعت على التحقيق، ولم ترد لإبطال ما قبلها، ونظيره قول الحريري في المقامة الرابعة والثلاثين:
ولم سمحت قرونك بامتهاني ... وأن أشرى كما يشري المتاع
على أني سأنشد عند بيعي ... أضاعوني وأيّ فتيً أضاعوا
حكاية عن لسان عبدٍ عرضه مولاه للبيع وهو يقول: لأي شيء انقادت نفسك لبيعي، مع حقوق كثيرة توجب عدم البيع، مع أني أنشد عند بيعي هذا الصراع، إلى هنا ابن وحي.