وذكراه بن الأثير في "النهاية" وقال: هو كناية عن محل القبول والإثابة، وإلا فلا كف لله ولا جارحة، تعالى الله عن ذلك، وقد تكرر ذكر الكف والحفنة واليد في الحديث، ولكنها تمثيل من غير تشبيه. انتهى. وقال السيوطي هنا: رأيت في كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي ما نصه: وأما قوله: في كف الرحمن؛ فمعناه عند أهل النظر: في ملكه وسلطانه، ومنه قول عمر بن الخطاب، إن صح، فيما أخبرنا أبو النضر بن قتادة، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الضبعي، حدثنا الحسن بن زياد، حدثنا إسماعيل بن أبي أوبس، حدثني محمد بن عتبة الخرَّاز عن حماد بن عمرو الأسدي عن حماد بن فليح عن ابن مسعود قال: كان عمر بن الخطاب كثيراً ما يخطب، كان يقول على المنبر:
خفِّض عليك فإنَّ الأمور ... بكفِّ الإله مقاديرها
فليس يآتيك منهيُّها ... ولا قاصر عنك مأمورها
أي: في ملك الإله انتهى.
ويؤخذ من هذا أن الأعور الشني تابعي مسن أو مخضرم، والبيتان رأيتهما في ديوان أمير المؤمنين علي بن أبي طلب، رضي الله عنه، وشرهما حسين الميبدي في جملة ما شرحه من ديوانه، وقد أنشده سيبويه في "كتابه وكذا أنشدهما له صاحب "الحماسة البصرية" قال ابن