قتيبة في كتاب "الشعراء": الأعور الشني هو بشر بن منقذ من عبد القيس، وكان شاعراً محسناً، وله ابنان شاعران يقال لهما: جهم وجهيم، وكان المنذر بن الجاورد [العيدي] ولي "اصطخر" لعلي بن أبي طالب، فاقتطع عنها مائة ألف درهم، فحبسه علي بها، فتضمنها صعصعة بن صرحان العبدي، فقال الأعور:
ألا سألت بني الجارود أيُّ فتًى ... عند الشَّفاعة والباب ابن صوحانا
هل كان إلّا كأمٍّ أرضعت ولدا ... عقَّت فلمتجز بالإحسان إحسانا
لا تأمننَّ امرءا خان أمرءًا أبدًا ... إنَّ من الناس ذا وجهيم خوَّانا
وهو القائل:
لقد علمت غميرة أنًّ جاري ... إذا ضنَّ المثمِّر من عيالي
وأنِّي لا أضنُّ على ابن ابن عمِّي ... بنصري في الخطوب ولا نوالي
ولست بقائلٍ قولًا لأحظى ... بأمرٍ لا يصدِّقه فعالي
وما التَّقصير قد علمت معدٌّ ... وأسباب الدَّنيَّة من خلالي
وأكرم ما تكون عليَّ نفسي ... إذا ما قلَّ في اللَّزبات مالي
فتحسن صورتي وأصون عرضي ... وتجمل عند أهل الذِّكر حالي
وإن نلت الغنى لم أغل فيه ... ولم أخصص بجفوتي الموالي
وقد أصبحت لا أحتاج فيما ... بلوت من الأمور إلى سؤال
وذلك أنَّني أدَّبت نفسي ... وما حلت الرِّجال ذوي المحال
إذا ما المرء قصَّر ثمَّ مرَّت ... عليه الأربعون عن الرِّجال
ولم يلحق بصالحهم فدعه ... فليس بلاحقٍ أخرى اللَّيالي