للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم أر مثلها خباسة واحدٍ ... ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله

هنالك لا أعطي مليكًا قياده ... ولا سوقًة حتًّى يؤوب ابن مندله

فلما سمع ذلك امرؤ القيس ارتحل عنه جتى نزل على أبي حنبل، وهو حارثة ابن مر التغلبي، ومن هنا ظعن امرؤ القيس إلى قيصر ملك الروم، وذكر حكايته إلى أن هلك بأنقرة.

وقوله: "دع عنك نهبًا صيح في حجراته": هذا المصراع أورده الميداني في كتابه "مجمع الأمثال" وقال: النهب: المال المنهوب وكذلك النهبى، والحجرات: النواحي، يضرب لمن ذهب من ماله شيء، ثم ذهب بعده ما هو أل منه، ثم أورد حكاية الرواحل كما أوردها الجاحظ وقال: يقول: دع النهب الذي انتهبه باعث، / ولكن حدثني حديثًا عن الرواحل التي ذهبت أنت بها ما فعلت؟ ثم قال في هجائه:

وأعجبني مشي الحزقَّة خالدٍ ... .. البيت

وكذاك أورد المصراع الأول إسماعيل بن هبة الله الموصلي الشافي في أولياته المسماة: "غاية الوسائل إلى معرفة الأوائل" وحكي الحكاية نحو ما تقدمت، وقال: فقال له خالد: أعطني رواحلك حتى أطلب عليها مالك، ففعل امرؤ الفيس فانطوى عليها، ويقال: بل لحق بباعث وأصحابه فقال لهم: أغرتم على جاري يا بني جديلة! قالوا: والله ما هو لك بجارٍ، قال: بلى والله ما هذه الإبل التي معكم إلا كالرواحل التي تحتي، فقالوا: هو كذلك، فأنزلوه وذهبوا بها. يضرب لمن ذهب من ماله شيء، ثم ذهب بعده ما هو أجل منه. انتهى. وقيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>