وذلك أن سوى النبي صلى الله عليه وسلم هو غيره، فقال: لم نعدل سواه بغير سواه، فغير السوى هو النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى. وتبعه أبو على الفارسي في "الحجة" قال: يقول: لم نعدل سوى النبي، صلى الله عليه وسلم، بغير سواه وغير سواه هو هو. انتهى. وأنشد البيت كما أنشده الأخفش منسوبًا لحسان، وأجاب ابن دريد بأنَّ سوى الشيء نفسه وعينه لا بمعنى غير، قال الإمام العسكري في كتاب "التصحيف": قال أبو بكر، يعني ابن دريد: والسوى: الرجل نفسه، يقال: هذا سوى فلان، أي: فلان نفسه، وأنشد بيت حسّان:
أتانا ولم نعدل سواه بغيره ... نبيٌّ بدا في ظلمة اللَّيل هاديا
وأنشد أيضًا بيت الخطيئة:
أبى لك أقوامٌ أبى لك مجدهم ... سوى المجد فانظر صاغرًا آمن تفاخره
سوى المجد، أي: المجد نفسه، [وسوى- بفتح السين- يعني غير]، والسُّوى: العدل، من قوله تعالى:{مكانًا سوى}[طه/ ٥٨] وأنشد:
وكان أبانا حين حلَّ ببلدةٍ ... سوى بين قيسٍ قيس عيلان والفزر
وقد جاء في اللغة "سواء" ممدود في هذا المعنى، ومما يشكل في هذا الباب قول الآخر:
وكنت إذا مولاك خاف ظلامةً ... أتاك فلم يعدل سواك بناصر
يسأل فيقال: كيف قال: أتاك، ثم قال: لم يعدل سواك بناصرٍ، وسواه غيره؟