انتهى. وقد علمت أن هذا التخريج لابد دريد، وابن مالك تابع، لكن قوله: ذكره الأزهري، قد راجعت "تهذيبه" فلم أر فيه: سوى الشيء نفس الشيء، ولا هذا المعنى بلفظ آخر البتة. وهذا المعنى ثابت في كتب اللغة، لكني ما أدري من أين نقله، والله أعلم. وممَّن ذكره بهذا المعنى ابن السيّد البطليوسي فيما كتبه على "كامل المبرد" عند قوله:
بكي لميتٍ وسواها الموجع
وسواها ههنا: نفسها، مثل قول الآخر في النبي صلى الله عليه وسلم:
أتانا فلم نعدل سواه بغيره ... شهابٌ لنا في ظلمة اللَّيل ساطع
وقال ابن الأعرابي: سواه: قصده. انتهى. أقول: قاله ابن الأعرابي في "نوادره" فقال بعد ما أنشد البيت كما أنشده ابن السيّد: أي لم نعدل قصده قصده، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى. ولا يخفى أنه لابدَّ من تقدير مضاف في الثاني، ليصح المعادلة، أي: لم نعدل قصده بقصد غيره، وفي هذا أيضًا مرجع الضميرين واحد، والقصد هنا: المعتدل من الأمور الذي ر يميل إلى أحد طرفي التفريط والإفراط وفي الحديث: "القصد القصد تبلغوا" أي: عليكم بالقصد من الأمور في القول