للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرى الموت قد تولَّى من الحضر على ربِّ أهله السَّاطرون وقيل: إنَّ ملوك الحيرة من ولده.

وقوله: لم يهبه ريب المنون، أي: حادث الدهر، وقد روي: "وتذكَّر ربُّ الخورنق" بالرفع، وبالنصب. فمن رفع فتذكر ماض سكنت راؤه للإدغام، ومن نصب أراد: فتذكر أيها المعيّر، وكان القياس: وللهدى تفكّر، لكنه جاء كقوله تعالى: {وتبتَّل إليه تبتيلًا} [المزمل/ ٨]، وربّ الخورنق: النعمان ابن امرئ القيس ابن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة اللخمي، والخورنق والسدير: بناءان، غزا أهل الشام مرارًاـ وأكثر المصائب في أهله، وسبى وغنم، وكان أعطي الملك والكثرة والغلبة مع فتاء السنّ، قال الجاحظ: عاش النعمان بن امرئ القيس ثمانين سنة، وبنى الخورنق في عشرين سنة، وكان لما عزم على بنائه بعث إلى بلاد الروم، فأتى برجل مشهور بعمل المصانع والحصون والقصور للملوك، يقال له: سنمَّار، وكان يبني سنتين ويغيب سنتين، يريد بذلك أن يطمئن البناء، فلما فرغ منه تعجب النعمان من حسنه وإتقان عمله، فقال له سنمار عند ذلك تقربًا إليه بالحذق وحسن المعرفة: والله إني لأعرف فيه موضع حجر أو زال لزال جميع البنيان! فقال له: أو كذلك؟ قال: نعم، قال: لا جرم، والله لأدعنه لا يعلم بمكانه أحد، ثم أمر به فرمي من أعلاه ..... وسنمار: اسم عربي ذكره سيبويه في الأبنية، يقال: رجل سنمار: إذا كان حسن الوجه أبيضه، ويقال للقمر سنمار. وقوله: فارعوى قلبه ... الخ، ارعوى: رجع وكف، والغبطة: السرور وحسن الحال، وذلك أن النعمان بن امرئ القيس ضربت له فازة بأعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>