للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزمخشري في "المفصّل" عند فصل أصبح وأمسى وأضحى: والثاني أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات كأظهر وأعتم، وهي في هذا الوجه تامَّة يسكت على مرفوعها، وأنشد هذا البيت.

وقال ابن الشجري: روى بعض الرواة "جفُّ" برفع الفاء، أ]: يابس. فألوت به، أي: ذهبت به. وقوله: فلا وانٍ ضعيف ... الخ، الواني: الفاتر/ ومنه قوله تعالى: {ولا تنيا في ذكري} [طه/ ٤٢]. والأكب: من الانكباب، والعثور هنا: المخطئ في رأيه، والعوصاء: العسر، والميسور: اليسر، والحقيقة: ما يحق على الرجل أن يحميه، وقيل: الحقيقة: الراية.

وقوله: إن أظلم يوم، أي: ستر الغبار عين الشمس، فأظلم النهار، ويجوز أن يريد أنّ الشدة تغطي على القلوب فلا يهتدي للرأي فيه، والرواغ: الفرار، والمشيع: الشجاع، كأنه الذي يشيعه قلبه، والنحرير: الحاذق بالشيء العالم به، وهذا ما لخصته من "أمالي ابن الشجري" في المجلس الرابع عشر، والمجلس الخامس عشر.

قال ابن قتيبه في "كتاب الشعراء" عديّ بن زيد العبادي: هو عدي بن زيد ابن حمار بن أيوب، من زيد مناة بن تميم، وكان يسكن بالحيرة، ويدخل الأرياف، فثقل لسانه، واحتمل عنه شيء كثير، وعلماؤنا لا يرون شعره حجّة، وله أربع قصائد غرر، إحداهن:

أرواحٌ مودِّعٌ أم بكور ... البيت

وقال صاحب "الأغاني": كان عدي شاعرًا فصيحًا من شعراء الجاهلية، وكان نصرانيًا، وكذلك أبوه وأهله، وليس ممن يعدّ في الفحول، هو قرويٌّ قد أخذوا عليه أشياء عيب بها، وكان الأصمعي وأبو عبيدة يقولان: عدي بن زيد في الشعراء

<<  <  ج: ص:  >  >>