للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهل خاطره عن ذلك لما هنالك من الشدّة، فيصفهم مع معرفتهم بأنَّ الطعن في الأباهر أعظم الطعن بأنهم ثابتو الخواطر عند الطعن، و"في" تقتضي ثبوت خواطرهم، وقال لنا الأستاذ أبو جعفر: ضمّن "بصيرون" معنى يتحكمّون، لأنَّ من كان له بصر بالشيء كان له فيه تحكم. وأما قوله: وخضخضن فينا البحر، فحمله بعض أصحابنا على تقدير مضاف، أي: في سيرنا البحر، وكذا تأوّله ابن جنِّي قال: في سيرهن بنا، وأما قوله: نلوذ في أم، فخرج على أنّه ضمّن ما يتعدّى بفي، وكأنه قال: نسمك أو نتوقل في أم لنا، لأنه عنى بالأمّ سلمى أحد جبلي طيّ، وإذ لاذ بها فقد سمك وتوقل فيها، وأمّا "إذا تنوشد" فخرج على أنَّ "في المهارق" في موضع الحال والمجرور الذي يطلبه تنوشد محذوف، والتقدير: وإذا تنوشد بكلام الله في المهارق، أي: مكتوبًا في المهارق، وأنشد، أي: أجاب، وأمّا قوله: فكلهم في حبال الغي منقاد، فمضمن معنى موثق، وأمّا: وأرغب فيها، فعلى حذف مضاف، أي: وأرغب في إمساكها عن لقيط، إلى هنا كلام أبي حيّان، وهو مبني على طريقة ابن جني من التضمين.

وقوله: ويركب يوم الرّوع فينا، صوابه: فيها، كما يأتي بيانه. والبيت من أبيات تسعة لزيد الخيل الطائي، أوردها أبو زيد في "نوادره" وأبو العباس الأحول في "شرح ديوان كعب بن زهير" وأبو علي الفالي في "ذيل الأمالي" أوّلها:

أفي كلِّ عامٍ مأتم تبعثونه ... على محمرٍ عود أثيب وما رضى

تجدُّون خمشًا بعد خمشٍ كأنه ... على فاجعٍ من خير قومكم نعى

تحضِّض جبّارًا عليَّ ورهطه ... وما صرمتي منهم لأوّل من سعى

ترعىَّ بأذناب الشِّعاب ودونها ... رجال يردُّون الظَّلوم عن الهوى

<<  <  ج: ص:  >  >>