للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويركب يوم الروع فيها فوارس ... بصيرون فى طعن الأباهر والكلى

فلولا زهير أن أكدر نعمة ... لقاذ عت كعبا ما بقيت وما بقا

وبقي بعد هذا ثلاثة أبيات. وسبب هذه الأبيات ما أخرجه القالي عن أبي عمرو ابن العلاء قال: خرج بجير بن زهير بن أبي سلمى في غلمة يجتنون جنى الأرض، فانطلق الغلمة وتركوا ابن زهير، فمرَّ به زيد الخيل فأخذه، ودار طي متاخمة لدور بني عبد الله بن غطفان، فسأل الغلام: من أنت؟ فقال: أنا بجير بن زهير، فحمله على ناقة، ثم أرسل به إلى أبيه، فلما أتى الغلام أخبره بالخبر، وكان لكعب ابن زهير فرس من جياد خيل العرب، وكان كعب جسيمًا، وكان زيد الخيل من أعظم النّاس وأجسمهم، وكان لا يركب دابّة إلاَّ أصابت إبهامه الأرض، فقال زهير: ما أدري ما أثيب به زيدًا إلاَّ فرس كعب، فأرسل به إليه وكعب غائب، فجاء كعب فسأل عن الفرس، فقيل له: قد أرسل به أبوك إلى زيد، فقال كعب لأبيه: أردت أن تقوّى زيدًا على قتال غطفان، فقال زهير له: هذه إبلي فخذ ثمن فرسك، وكان بين بني زهير وبين بني ملقط الطائيين إخاه، وكان عمرو ابن ملقط وفّادًا إلى الملوك، فقال كعب شعرًا يريد أن يلقي به بين بني ملقط، وبين رهط زيد الخيل شرًا، فعرف زهير حين سمع الشعر ما أراد به، وعرف به زيد الخيل وبنو ملقط، فأرسل إليه بنو ملقط بفرس نحو فرسه، وكانت عند كعب امرأة من غطفان لها حسب، فقالت له: أما استحييت من أبيك لشرفه وسنه أن تلومه في هبته عن أخيك؟ ! ولامته، وكان قد نزل بكعب قبل ذلك ضيفان، فنحر لهم بكرا كان لامرأته، فقال: ما تلوميني إلا لمكان بكرك الذي نحرت، فلك به بكران! وكان زهير كثير المال، وكان كعب مجدودًا [فقال كعب]:

ألا بكرت عرسي بليل تلومني ... وأقرب بأحلام النساء إلى الرَّدى

<<  <  ج: ص:  >  >>