للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر فيها زيدا، فقال زهير لابنه هجوت رجلًا غير مفحم، وإنه لخليق أن يظهر عليك، فأجابه زيد فقال:

أفي كل عام مأتم تبعثونه ...

إلى آخر الأبيات. انتهى. والبيت الأول من شواهد سيبويه، والهمزة للاستفهام التوبيخي، والمأتم مهموز، وهو الجماعة من النّساء يجتمعن لحزن أو فرح، والمراد هنا الحزن، ولهذا أعاد الضمير إليه مذكرًا. وقال شراح شواهد سيبويه: الضمير عائد على محذوف، أي: أفي كل عام اجتماع مأتم؟ فيكون المأتم بمعنى الحزن، ولهذا قال أبو زيد: أراد: أفي كل عام حدوث مأتم؟ فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. انتهى. وإنما قال كذا لئلا يقع ظرف الزمان خبرًا عن الجثة. وتبعثونه: تهيجونه وتحركونه، وروي بدله "تجمعونه"، والمحمر، بكسر الميم الأولى، وفتح الثانية، وسكون الحاء المهملة بينهما، قال أبو زيد: هو الفرس الذي يشبه الحمار، وهو أيضا اللئيم من الرجال، أراد هنا أنه فرس هجين، أخلاقه كأخلاق الحمير بطيء الحركة، و"على" هنا تعليلة، والعود، بفتح العين مهملة، قال أبو زيد: هو المسنُّ، وأثيب: جعل ثوابًا، والثواب: الجزاء، ورضا، بضم الرّاء: فعل مجهول، وهو لغة طي، يكرهون مجيء الياء المتحركة بعد الكسرة، فيفتحون ما قبلها لتنقلب إلى الألف لحقتها، يقولون في بقي: بقا، وفي نعي: نعا كما هنا.

والبيت استشهد به سيبويه على أنَّ جملة تبعثونه صفة لمأتم، ولهذا لم يعمل فيه، يقول: إنكم تجمعون نساء ليبكين على فقد هذا الفرس الذي جعلتموه جزاء لنا على جميل فعلناه بكم، والحال أننا لم نرض بهذا الفرس الذي يشبه الحمار.

وقوله: تجدون خمشًا .. الخ، يقال: أجد فلان الشيء واستجدّه: إذا أحدثه فتجدّد، والحمش: مصدر خمشت المرأة وجهها بظفرها، من باب ضرب،

<<  <  ج: ص:  >  >>