للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذو البرح والشدة، والبوارح عند العرب من الظباء والطير وغيرها: التي تأتي من يمين الرجل إلى مياسره، فتوليه مياسيرها، وأهل نجد يتشاءمون بها، والسوانح: التي تأتي من يساره إلى يمينه، فتوليه ميامنها. وأهل نجد يتيمنون بها، وأمّا أهل الحجاز فيتشاءمون بالسوانح ويتيمنون بالبوارح. وفي البيت إقواء، وهو عيب في القوافي يكون بعضها مرفوعًا وبعضها مجرورًا، قال ابن الأعرابي: بلغنا أنَّ النابغة كان أقوى في هذا البيت، فورد يثرب، فلمّا أنشدهم القصيدة قالوا: أقويت، فلم يعرف ما عابوا، فألقوا على فم قينة لهم: وبذاك خبرنا الغداف الأسود، مع ما قبله. فقالوا له: رتليه ومدّيه. فقالت: مغتدي، ثمَّ قالت: الأسود و، ففطن فلم يعد، وغيّره إلى قوله:

وبذاك تنعاب الغراب الأسود

وقال: وردت يثرب وفي شعري ضعة، وصدرت عنها وأنا أشعر العرب.

قال أبو عبيدة: حدثنا أبو عمرو بن العلاء قال: فحلان من الشعراء كانا يقويان: النابغ، وبشر بن أبي خازم، فأما النّابغة فدخل فغني بشعره، فلم يعد إلى الإقواء، وأمّا بشر فقال له أخوه سوادة: إنك تقوي، فقال: وما الإقواء؟ فأنشده:

ألم تر أنَّ طول الدَّهر يبلي ... وينسي مثل ما نسيت جذام

فرفع، ثمَّ قال:

وكانوا قومنا فيغوا علينا ... فسقناهم إلى البلد الشَّان

فخفض ولم يعد [للإقواء]. وكان الأخفش يرى أن العرب لا تستنكر الإقواء، وكان يقول: قلَّ قصيدة لاا يكون فيها إقواء، ويعتل لذلك بأنَّ كل بيت

<<  <  ج: ص:  >  >>