للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كنت من أحد يهجا هجوتكم .. يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد

انتهى. وكان شاعرًا مقدمًا عند بني أمية مدَّ احًا لهم، خاصًا بالوليد بن عبد الملك، وله بنت شاعرة يقال لها سلمى، ذكر ذلك ابن النطاح، وجعله ابن سلاَّم في الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام وكان منزله بدمشق، وهو من حاضرة الشعراء لامن باديتهم.

أخرج صاحب "الأغاني" عن أبي عبيدة أنه قال: دخل جرير على الوليد بن عبد الملك، وعنده عدي العاملي، فقال له الوليد: أتعرف هذا؟ قال: لا، فمن هو؟ قال: هذا ابن الرقاع، قال: فشر الثياب الرقاع، ممّن هو؟ قال: من عاملة، قال: أما الذين قال الله عز وجلّ: {عاملة ناصبة، تصلى نارًا حاميًة} [الغاشية / ٣]، فقال الوليد: والله ليركبنّك، ألشاعرنا ومادحنا، والرائي لأمواتنا تقول هذه المقالة، ياغلام عليَّ بإكاف ولجام، فقام إليه عمر بن الوليد، فسأله أن يعفيه فأعفاه، وقال: والله لئن هجوته لأفعلن بك ولأفعلن، فلم يصرح بهجائه، وعرّض له بقصيدته السينية. وأخرج عن محمد بن موسى المنجم أنه قال: ما أحد ذكر لي فأحببت أن أراه، فإذا رأيته أمرت بصفعه إلاَّ عديَّ بن الرقاع! قلت: ولم ذلك؟ قال: لقوله:

وعلمت حتى ما أسائل عالمًا ... عن حرف واحدة لكي أزدادها

فكنت أعرض عليه أصناف العلوم، فكلَّما مر به شيء لا يحسنه أمرت بصفعه. حدَّثني إبراهيم بن محمد بن أيوب قال: حدثنا عبد الله بن مسلم قال: كان عديّ ابن الرقاع ينزل الشام، وكانت له بنت تقول الشعر، فأتاه ناس من الشعراء ليسابّوه

<<  <  ج: ص:  >  >>