ولم يرتفع، وأعقاد: جمع عقد، بفتح فكسر، وهو ما تعقَّد من الرمل، أي: تراكم، وطوّف: مبالغة طاف، والفنيق، بفتح الفاء وكسر النون: الفحل المكرم من الإبل. وقوله: اذهب إليك، فيه حذف مضاف، أي: اذهب إلى قومك، بدليل قوله: فإني من بني أسد، فلا يرد أن مجرور إلى وفاعل متعلقها ضميران لشيء واحد. وقال ابن حبيب في قول الأعشى:
فاذهبي ما إليك أدركني الحلم ... عداني عن هيجكم أشغالي
إنَّ العرب تقول: اذهب إليك، وسر عنك، بزيادة إليك وعنك. انتهى. وقال القاضي عياض في "الشفا" في فصل فصاحته صلى الله عليه وسلم، في حديث العامري حين سأله:"سل عنك" أي: سل عم شئت، وهي لغة نبي عامر. انتهى. وهذا لا يتأتى أن يجري في بيت عبيد، ووجه البلاغة في هذه الكلمة أنها جعلت كناية عن سل عن كل شيء، فإنّض كل أحد أدرى بنفسه، فإذا أمره بسؤاله عنها فكأنه قال له: أنا أعلم بك منك.
وقوله: أترك القرن .. الخ، القرن بكسر القاف: المماثل في الشجاعة، والأنامل: رؤوس الأصابع، وأترك: من الترك بمعنى التخلية، ويتعدى إلى مفعول واحد، فمصفرًا هو المفعول الثاني، والمعنى: أقتله، فينزف دمه، فتصفر أنامله. وقال الأعلم: خصّ الأنامل لأن الصفرة إليها أسرع، وفيها أظهر. وقال ابن السيرافي في "شرح أبيات الغريب المصنف": يريد أنّضه يقتل قرنه فتصفر أنامله، ويقال: إنه إذا مات الميت اصفرت أنامله، ومجَّت: رميت، والمراد صبغت، والفرصاد بكسر الفاء، قال الأعلم: هو التوت، شبه الدم بحمرة عصارته وفي "القاموس": القرصاد: التوت أو أحمره أو صبغ أحمر.