للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"نزهة الأديب" هي الردود الَّتي ردَّ بها على أبي علي الفارسي في "التذكرة" ولم أرها إلى الآن، وإنَّما عندي من تصانيفه الردّ على النمري في "شرح مشكل أبيات الحماسة"، و"فرحة الأديب" في الرّدّ على يوسف بن السيرافي في شرح أبيات سيبويه و"ضالّة الأديب" في الرّدّ على نوادر ابن الأعرابي.

والبيت الشاهد من قصيدة طويلة لعمر ابن أبي ربيعة، تقدَّم بعض منها في الإنشاد الثامن والسبعين، وقد أوردها المبارك في "منتهى الطلب" في جملة ما انتقاه من شعره، وقبله:

فلمّا أجزنا ساحة الحيِّ قلن لي ... أما تتّقي الأعداء والليَّيل مقمر

وقلن أهذا دأبك الدَّهر سادرًا ... أما تستحي أو ترعوي أو تفكر

إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا ... لكي يحسبوا أنَّ الهوى حيث تبصر

هكذا رواه، وقد أخذ هذا البيت جميل بن معمر العذري صاحب بثينة، وجعله بيتين متباعدين في قصيدة نظمها على أسلوب قصيدة عمر، قال:

وآخر عهد لي بها يوم ودَّعت ... ولاح لها خدُّ مليح ومحجر

عشيَّة قالت لا تضيعنَّ سرَّنا ... إذا غبت عنَّا وارعه حين تدبر

وطرفك غمّا جئتنا فاحفظنَّه ... فزيغ الهوى بادٍ لمن يتبصر

أي: إذا زاغ بصرك نحو تهوى عرف ذلك فيك.

وأعرض إذا لاقيت عينًا تخافها ... وظاهر ببغض إنَّ ذلك أستر

فإنَّك إن عرَّضت فيَّ مقالةً ... يزد في الذي قد قلت واشٍ مكثر

وما زلت في إعمال طرفك نحونا ... إذا جئت حتى كاد حبُّك يظهر

إلى أن قال بعد عشرة أبيات حكى فيها ما قالته:

سأمنح طرفي حين ألقاك غيركم ... لكيما يروا أن الهوى حيث أنظر

<<  <  ج: ص:  >  >>