أو أشد، وبارك لنا في مدِّها وصاعها، وانقل وباءها إلى مهيعة" وهيعة: الجحفة. انتهى. والبيت الذي أنشده أبو بكر ليس له، وإنما تمثل به.
وقد أورد ابن إسحاق في غزوة ودّان قصيدة له جوابًا لقصيدة ابن الزبعري، وقال ابن هشام بعد ما نقله: إن قومًا من أهل العلم بالشعر أنكروا أن تكون هذه القصيدة لأبي بكر. قال السهيلي: ويشهد لصحة من أنكر أن تكون له ما روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: من أخبركم أنَّ أبا بكر قال بيت شعر في الإسلام فقد كذب. انتهى.
وقال مغلطاي في حاشية "الروض الأنف" للسهيلي: زعم المرزباني أنَّ المتمثل به بلال لا أبو بكر، قال: وهو للحكيم بن الحارث بن نهيك النهشلي، شاعر جاهلي قتل يوم الوقيط، وهو يوم كان لبني قيس بن ثعلبة على بني تميم، وكان قاتل، فأثخن القوم، وهو يقول هذين البيتين. انتهى.
أقول: وكذا رأيته في شرح يوم الوقيط من المناقضات إلَّا أنَّ فيه حكيم بن نهيك، قال: لحق الأراز التيمي حكيمًا النهشلي فقتله، ولم يقتل من نبي نهشل غيره. ويقال: إنه لم يشهد الوقيط من نبي نهشل غير الحكيم، فلمّا قتل رثاه نهيك أبوه، فقال من أبيات:
حكيم فدِّي لك يوم الوقيط ... إذ حضر الموت خالي وعم
تعوَّدت أحسن فعل الكرا ... م فكَّ العناة وضرب البهم
وحكيم مصغّر، ونهيك مكبر، وما تقدَّم من تفسير مصبح هو المناسب المقام. وقال الدماميني: يحتمل أن يكون معناه: من يوجد في أهله صباحًا، أو يقال له: أنعم صباحًا، أو يسقى الصبوح، وهو شرب الغداة. انتهى. وليس واحد من هذه الثلاثة مناسبًا هنا.