للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منّا سيّد في فراشه" انتهى. وقوله: تسيل على حد الظباة نفوسنا، وأراد بالنفوس الأرواح، ويقال: الدمّاء، ويقال للدم: نفي، ومنه: نفست المرأة، كأنها دميت. وأعاد الظباة بلفظها دون ضميرها للتفخيم، وإضافة الحدّ إلى الظباة فيها وجهان، أحدهما: أن يكون أراد بالظباة السيوف كلها، ثمَّ أضاف الحدّ إليها، والثاني: من إضافة البعض إلى الكلّ، ويكون التقدير: تسيل على الحدّ من الظباة، وتكون الظباة مضارب السيوف، وإنما تبجح بأن تسيل دماءها على حدّ السيوف لا على غيره؛ لأنَّ الدماء قد تسال بالعصيّ وغيرها، فعدَّ القتل بالسيّف أكرم.

وقوله: صفونا .. الخ، أي: صفت أنسابنا، فلم يشبها كدورة، والسرّ هنا: الأصل الجيّد، يقال: إنَّ فلانًا ليضرب في سرّ، أي: في أصل جيّد، وشبه صفاء أنسابهم بصفاء ماء المطر في قوله: ونحن كماء المزن. ويجوز أن يعنى به السخاء، أي: نحن كالغيث ننفع الناس، والكهام: الكليل الحدّ، أي: كل منا نافذ ماض، ولا فينا بخيل فيعدّ، وهذا نفي للبخل رأسًا، وليس يريد أنَّ فيهم بخيلًا يعدّ.

وقوله: وننكر إن شئنا .. الخ، وهو مثل قول الآخر:

وما يستطيع الناس عقد أنشده ... وننقضه منهم وإن كان مبرما

والبيت أورده علماء البلاغة في باب الإطناب، فإنَّ فيه إطنابًا بالنسبة إلى قوله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء/ ٢٣] ووصفت الآية بالإيجاز بالنسبة إليه. ومثل قوله: إذا سيّد منّا خلا .. البيت، قول حاتم:

إذا مات منهم سيّد قام بعده ... نظير له يغني غناه ويخلف

وقوله: وأيامنا مشهورة .. الخ، أي: وقائعنا مشهورة في أعدائنا، فهي بين الأيّام كالأفراس الغرّ المحجّلة بين الخيل. وقال: من قراع الدارعين؛ لأنَّ الغرض أن يكون عدوهم على غاية الاحتراز منم، والدارعين أصحاب الدروع [ولا]

<<  <  ج: ص:  >  >>