قولها: إخوتي: منادي مضاف، ولا تبعدوا: نهب يراد به الدعاء، وفعله بعد يبعد بعدًا، من باب فرح، أي: هلك، وإلاَّسم: البعد، بالضم، واستشهد به صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى: {إلاَّ بعدًا لعاد}[هود/٦٠] على الدعاء بالهلاك بعد هلاكهم؛ للدلالة على التساهل منهم له، وقولها: لا تبعدوا، المراد به: التحسر والتوجع، ولهذا استدركت بقولها: وبلى والله قد بعدوا، قالة المرزوقي: هذه اللفظة جرت العادة في استعمالها عند المصائب، وليس فيها طلب ولا سؤال، وإنَّما هو تنبيه على شدَّة الحاجة إلى المفقود، وتناهي الجزع في التفجّع. انتهى.
وقولها: لو تملَّتهم عشيرتهم، أي: لو عاشوا معهم مليًا من الدهر، أي: لو طالت أعمارهم فاعتقدت عشيرتهم عزا بهم، وكان لهم خلف، كان بعض غمّي بهم أهون عليَّ. وأمروا: من أمر الشيء، من باب فرح، بمعنى كثر واشتدَّ، وجواب "إنَّ" ما دلَّ عليه قوله: واردوا الحوض الَّذي وردوا، وحذف العائد من الصلة، أي: وردوه، تقول: كلّ قبيلة، أو كلّ حيّ وإنَّ تناسلوا وكثروا، فمصيرهم غلى ما صار إليه أمر اخوتي، إذ لا ينجو أحدٌ من الموت.
وفاطمة بنت الأجحم الحزاعية: امرأة جاهلية، والأجحم بتقديم الجيم على الحاء المهملة، ومعناه في اللغة: الشديد حمرة العينين مع سعتهما، والمرأة جحماء، وروي الشعر لغيرها، قال أبو عبيد الله محمد بن عمرإنَّ المرزبإنَّي في كتاب "أشعار النساء": حدثي أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثني يموت بن المزرع قال: حدثنا محمّذ ابن حميد وعيسى بن إسماعيل قال: حدَّثنا الأصمعي قال: كانت جارية من إلاَّوس لها أربعة إخوة كانهم الصقور، قاعدة على شفير بئر تمتشط، فبّيَّتَّا هي كذلك إذ سقط