الحاجة إليه كلّ التحقيق، فلا يتوصل إلى التمييز فيه إلاَّ بالصيغ المخصومة، ولذا وضعوا ((إنَّا)) و ((نحن)) للمتكلّم مذكرًا أو مؤنثًا، ووضعوا الموصولات المشتركة وتعدد صيغ الموصولات لنصه، وأسماء الإشارة للتوسع في الألفاظ، كوضع الألفاظ المترادفة، والله أعلم.
والبت من قصيدة لعبد الله بن الزَّبعرى، قالها يوم أحد وهو مشترك يفتخر بها، أوردها أصحاب السيَّر، منهم ابن هشام وابن سيد النّاس، وأولها:
يا غرابّ البّين أسمّعتّ فقل ... إنَّما تنطق شيئًا قد فعل
إنَّ للخير وللشَّرَّ مدَّى ... وكلّا ذلك وجه وقبل
كلّ عيش ونعيم زائل ... وبنات الدَّهر يلعبن بكلّ
أبلغا حسّان عني آية ... فّقّريض الشَّعر يشفي ذا العلل
كم قتلنا من كريم سيدِ ... ماجد الجدَّين مقدام بطّل
صادق الَّنجدة قرم بارع ... غير ملتاث لدّىّ وقع إلاَّسل
ليت أشياخي ببدر شهدوا .. جزع الحزرج من وقع إلاَّسل
حيّن حلت بقباء بركها .. واستحرَّ القتل في عبد إلاَّشل
فقتلنا الضعف من أشرافهم ... وعدّلنا ميل بدر فاعتدل
وفي رواية ابن هشام من هذا وأجابه حسإنَّ بن ثابت بقصيدة مطلعها:
ذّهبّت بابن الزّبعّري وقّعة .. كان مناَّ الفضل فيها لو عدّلّ
ولقد نلتم ونلنا منكم ... وكذلك الحرّب أحيّانا دوّل
نضع الأسياف في أكتافكم ... حيّث تهّوى عللًا بعدّ نهلّ