وبهراء: قبيلة، والكلاب، بضم الكاف: وهو ماء بين الكوفة والبصرة على بضع عشرة ليلة، ومن اليمامة على سبع ليال أو نحوها، قال العسكري في كتاب "التصحيف": كان به وقعتان عظيمتان للعرب، إحداهما بين ملوك كندة الإخوة، والأخرى بين بني الحارث: وبين بني تميم، فقيل: الكلاب الأول، والكلاب الثاني: فأمّا الكلاب الأول فكان في الجاهلية، واليوم لبني تغلب، ورئيسهم يومئذ سلمة بن الحارث بن الكندي، ومعه ناس من بني تميم، فلقي سلمة أخاه شرحبيل، ومعه بكر بن وائل، فقتل شرحبيل وهزم أصحابه. وأمّا الكلاب الثاني فكان لبني سعد والرباب، وكان رئيسهم في هذا اليوم قيس بن عاصم. انتهى.
وبيان ذلك ما حكاه ابن الأنباري في "شرح المفضليات" أنَّ الحارث بن عمرو ابن حجر آكل المرار الكنديّ، كان فرَّق بنيه في قبائل معدّ قبل موته، فجعل حجرًا في بني أسد وكنانة وهو أكبرهم، وجعل شرحبيل، وكان يليه في السن في بكر بن وائل، وبني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وبني أسيِّد بن عمرو ابن تميم، وجعل ابنه معدي كرب في قيس عيلان؛ وجعل سلمة في بني تغلب، والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة بن تميم. فلمّا هلك أبوهم الحارث بن عمرو، تشتت أمرهم وتفرقت كلمتهم، ومشت الرجال بينهم، وتفاقم أمرهم حتى جمع كل واحد منهم لصاحبه، وزحف إليه بالجيوش، فسار شرحبيل ببكر بن وائل ومن معهم، فنزل الكلاب، وأقبل أخوه سلمة في بني تغلب والنمر ومن معهم، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وثبت بعضهم لبعض، حتى [إذا] كان في آخر النهار من ذلك اليوم خذلت بنو حنظلة، وعمرو بن تميم والرباب بكر بن وائل، وانصرفت بنو سعد وألفافها من بني تغلب وصبر ابنا وائل بكرٌ وتغلب ليس معهم أحد غيرهم حتى غشيهم الليل، ونادى منادي شرحبيل: من أتاني برأس سلمة فله مائة من الإبل، ونادى منادي سلمة: من أتاني برأس شرحبيل فله مائة من الإبل. ولما انهزمت بنو حنظلة خرج معهم شرحبيل، ولحقهم ذو السُّنينة، واسمه حبيب بن عتبة بن سعد بن جشم بن