بكر، وسمّي ذا السنينة لسن له كانت زائدة، وكان أخا أبي حنش لأمه، وأبو حنش عصم بن النعمان، أحد [بني] جشم بن بكر. والتفت شرحبيل إلى ذي السنينة، فضربه على ركبته فأطنَّ رجله، فقال: يا أبا حنش قتلني الرجل! وهلك ساعته، فقال أبو حنش: قتلني الله إن لم أقتله، فحمل أبو حنش على شرحبيل فأدركه، فطعنه أبو حنش فأصاب رادفه السرج، ثمَّ تناوله فألقاه عن فرسه، ونزل إليه فاحتزَّ رأسه، فبعث به إلى سلمة [مع] ابن عمّ له، فألقاه بين يدي سلمة، فقال: لو كنت ألقيته إلقًاء رفيقًا. فقال: ما صنع به وهو حيّ شرّ من هذا! وعرف القوم النّدامة في وجهه والجزع على أخيه، فهرب أبو حنش وتنحّى عنه. انتهى باختصار.
وقوله: إذا آلى أليّة مقسم، آلى: حلف، والأليّة مصدره، ومقسم: اسم فاعل، من أقسم بمعنى حلف.
وقوله: لينتزعن أرماحنا، هذا جواب القسم، والشَّقّاء، بالفتح والمدّ: الطويلة من الخيل، والصلدم، بكسر الأول والثالث: الصلبة، وقوله: تناوله بالرمح، أي: طعنه به.
وجابر بن حنيّ التغلبي جاهلي. قال ابن الأنباري: قال ابن الكلبي: كان عمرو بن مرثد بن سعد يبعته ابن ماء السماء على إتاوة ربيعة، ورجلًا من اليمن يقال له قيس بن هرثم –جشمي- وكانت ربيعة تحسدهما، فجاء عمرو بن مرثد يومًا، فقال جلساء الملك حسدًا له:"إنه ليمشي كأنه لا يرى أحدًا أفضل منه"! فجاء الملك فحيّا الملك بتحبته، فقال جابر بن حنيّ في ذلك هذه القصيدة. انتهى. وحني: بضم الحاء المهملة، وفتح النون وتشديد المثناة التحتية.
وقد وقع المصراع الشاهد في شعر لقاتل محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي المعروف بالسجّاد لكثرة عبادته، وقتل يوم الجمل. قال الجواليقي في "شرح أدب الكاتب": هو من شعر لكعب بن حدير النَّقدي: