للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الشتاء لكثرة الأمطار واختلاف الرياح, والشمال بالفتح, وتكسر: ريح تهب من ناحية القطب, وهو حال, وإنما خصت هذا الوقت بالذكر لأنه وقت تقل فيه الأرزاق, وتنقطع السبل ويثقل فيه الضيف, فالجود فيه غاية لا تدرك.

وزاد أبو حنيفة الدينوري بعده بيتًا وهو:

وخلت عن أولادها المرضعات ... ولم تر عين لمزن بلالا

وقال: إنما خلت أولادها من الإعواز لم يجدن قوتًا, واغبرار الأفق من الجدب, وأراد: هبت الريح شمالًا, وهي تضمر, وإن لم تذكر لكثرة ما تذكر, انتهى. والمزن: السحاب, والبلال بالكسر: البلل.

وقولها: بأنك ربيع .. الخ, الربيع هنا: ربيع الزمان, قال ابن قتيبة في باب: ما يضعه الناس [في] غير موضعه, من «أدب الكاتب»: ومن ذلك الربيع, يذهب الناس إلى أنه الفصل الذي يتبع الشتاء, ويأتي فيه الورد والنور, ولا يعرفون الربيع غيره, والعرب تختلف في ذلك, فمنهم من يجعل الربيع الفصل الذي تدرك فيه الثمار, وهو الخريف, وفصل الشتاء بعده, ثم فصل الصيف بعد الشتاء, وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع, ثم فصل القيظ بعده, وهو [الوقت] الذي تدعوه العامة الصيف, ومن العرب من يسمى الفصل الذي تدرك فيه الثمار وهو الخريف الربيع الأول, ويسمى الفصل الذي يتلوه الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنور: الربيع الثاني, وكلهم مجمعون على

<<  <  ج: ص:  >  >>