فقلت له: في دون ما بك ما يفحم عن الشعر! قال: صدقت، ولكن البرق أنطقي. قال: ثم- والله- ما لبث يومه ذلك تاماٌ حتى مات قبل الليل، ما بتّم عليه غير الوجد. انتهى ما حكاه ثعلب يعني في"أماليه". وأما أبو هلال العسكري فإنّه قال في كتاب"ديوان المعاني": أخبرنا أبو أحمد قال القالي في"أماليه": حدثني أبو يعقوب وراق أبي بكر بن دريد قال: حدثنا الفضل بن محمد العلاّف قال: لما قدم بغا ببني نمير أسرى كنت كثيرًا ما أذهب إليهم فأسمع منهم، وكنت لا أعدم أن ألقى الفصيح منهم، فأتيتهم يومًا في عقب مطرٍ، وإذا فتى حسن الوجه، قد نهكه المرض ينشد:
ألا يا سنا برقٍ على قلل الحمى
إلى آخر الأبيات إلاّ البيت الثالث، فقلت له: يا هذا إنك لفي شغل عن هذا، فقال: صدقت. ولكن أنطقتني البرق. زاد عليه القالي: ثّم اضطجع، فما كان ساعة حتى مات، وما يتوهم عليه غير الحبّ. وروى ابن جني في"سّر الصناعة"وفي"الخصائص" البيت الشاهد عن ثعلب قال: قرأت على محمد بن الحسن، وقرئ عليه وأنا حاضر عن أحمد بن يحيى، وحدثنا به أيضًا عن أبي العباس محمد بن يزيد محمد بن سلمه: ألا يا سنا برق .. البيت. وأحمد بن يحيى هو ثعلب، ومحمد بن يزيد هو المبرد، ومحمد بن سلمة هو الراوي عن المبرد، وكان ابن بري وقع نظره على