قوله: لم يهب حرمة النديم إلخ .. أورده صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى: (كيفق يواري سوأة أخيه)[المائدة/ ٣١] على أنَّ السوأة ما يقبح كشفهن والسواء: وصف مؤكد للسوأة، كقولهم: الليلة الليلاء. ويهب: من الهيبة، والمعنى: أنه لم يعظم حرمة الصاحب، وحقت تلك الحرمة أن تهاب، ثم نادى قومه ليعجبهم من هذه الفعلة القبيحة التي هي هتك حرمة النديم. وقد أنشد صاحب "الكشاف" عجز هذا البيت فقط. قال الطيبي: لم أظفر بصدره، ولا بقائله. وجوائب الأنباء: جمع جائبة من الجوب وهو القطع، قال صاحب "الصحاح": يقال: هل جاءكم [من] جائبة خبر، أي: خبر يجوب الأرض من بلد إلى بلد. والأنباء جمع نبأ كالخبر وزنًا ومعنى. وقوله: سافهونا، من السفه وهو ضد الحلم، وصفحًا: إعراضًا عنهم، وذوي حال من الواو في عاشوا، والغلواء: النشاط والبطر، وقوله: لو أبصروا "لو" للتمني، وتشذرت بالشين والذال المعجمتين، قال صاحب "الصحاح"، يقال: تشذَّر فلان: إذا تهيأ للقتال، وتشذَّر القوم في الحرب، أي: تطاولوا. وأنافت: زادت، وتصلوا: مبالغة صلي بالنار: إذا وجد حرّها، والصلاة ككتاب: حر النار.
وقوله: طلبوا صلحنا .. الخ، جواب لما. ومن العجائب قول العيني: طلبوا فعل وفاعله مستتر فيه. وقوله: ولات أوان، في محل الحال من الصلح، وأن مصدرية بتقدير الباء يقال: أجابه بكذا، وقال السيوطي: هي تفسيرية، والبقاء: اسم من قولهم أبقيت على فلان إبقاءً: إذا رحمته، وتلطفت به، والمشهور أنَّ الاسم منه البقيا بالضم، والبقوى بالفتح، وقال العيني وتبعه السيوطي: المعنى بقاء الصلح. وقوله أبدئ: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والنجوة بالنون والجيم: المكان المرتفع، وقوله: فلحى اللهُ .. إلخ .. ، أي: قبح الله، وما مصدرية، ظرفية، وأطاف كطاف بمعنى دار حول الشي، والمبس: حادي الإبل، وهو اسم فاعل من