للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الحارث التي يقول فيها عمر بن أبي ربيعة حين خطبها سهيل بن عبد الرحمن ابن عوف:

أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلًا ... عَمْرَكَ اللهَ كيفَ يلتقيانِ

هِيّ شاميةٌ إذَا مَا استقلتْ ... وسُهَيْلٌ إذا استقلَّ يماني

ورهط الثريا هذه يُقال لهم العبلات، لأنَّ أمَّهم عبلة بنت عبيد بن جاذب انتهى.

وقد أورد أبو تمام الأبيات في باب الرثاء، وأسقط منها بيتين، ونسبها لقتيلة بنت النضر على الصَّواب، وهذه روايتها من يسرة ابن هشام:

يا راكِبًا إنَّ الأُثيلَ مظنَّةٌ ... مِنْ صُبْحِ خامسة وأنتَ موفقُ

أبلغ بها ميتًا بأن تحيةً ... ما إن تزالُ بها النجائب تخفِقُ

مني إليهِ وعَبْرَةً مسفوحةً ... جادَتْ بواكِفِها وأخرَى تخنُقُ

هل يسمعنَّ النَّضْرُ إن ناديتُهُ ... أم كيفَ يسمعُ ميتٌ لا ينطِقُ

أمُحمَّدٌ ولأنتَ ضِنءُ كريمةٍ ... في قومِها والفحل فحلٌ معرِقُ

ما كانَ ضرَّكَ لو مننتَ وربما ... مَنَّ الفتى وهو المغيظُ المُحنّقُ

أو كنتَ قابلَ فِديةٍ فلينفقنْ ... بأعزِّ ما يغلُو بِهِ ما يُنفَقُ

فالنَّضرُ أقربُ مَنْ أسرْتض قرابةً ... وأحقُّهُمْ إنْ كانَ عتقٌ يُعتَقُ

ظلت سيوفُ بني أبيه تنوشُهُ ... للهِ أرحامٌ هناكَ تشقَّقُ

صبرًا يقاد إلى المنية مُتعبًا ... رسف المقيدِ وهو عانٍ موثَقُ

قال ابن هشام: ويقال - والله أعلم - إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بلغه هذا الشّعر قال: "لو بلغني هذا قبل قتله، لمننتُ عليه" انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>