للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال شرّاح "الحماسة": كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذّى به، فقتله صبرًا، وكان من جملة أذاه أنَّه كان يقرأ الكتب في أخبار العجم على العرب، ويقول: محمّد يأتيكم بأخبار عاد وثمود، وأنا أنبئكم بأخبار الأكاسرة والقياصرة، يريد ذلك القدحّ في نبوته، وأنه إن جاز أن يكون بذلك نبيًا، فإني قد أتيتُ بمثلها.

وذكر ابن عباس في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [لقمان/ ٦] أنها نزلت في النّضر بن الحارث الدَّاري، كان يشتري كتب الأعاجم، فارس والروم، وكتب أهل الحيرة فيحدّث بها أهل مكّة. وقتيلة لما جاءت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وأنشدته الأبيات رق لها وبكى، وقال: لو جئتني م نقبل قتله، لعفوتُ عنه، ثمَّ قال: "لا تقتل قريش بعد هذا صبرًا". انتهى.

والأُثَيْل: على وزن مصغر الأثل: موضع بالصفراء فيه قبر النّضر بن الحارث، والصفراء: قرية فوق ينبغ كثيرة المزارع والنخل، ماؤها عيون، يجري فضلها إلى ينبع، وبين ينبع والمدينة ست مراحل، والصفراء: على يومين من جبل رضوى، كذا في "معجم ما استعجم" للبكري. ومظنَّة: موضع الظن، وقولها: من صبح خامسة، تريد: من السير الذي آخره صبح خامس ليلة، وقولها: وأنت موفق، أي: وفقت بإصابة الجادة ولم تخرجِ عنها، وتخفق: تضطرب وتتحرك بشدة، ومنّي: متعلق بمحذوف صفة لتحيّة، والعبرة: الدَّمعة، والمسفوحة: المصبوبة. وقوله: وأخرى تخنق، أي: وعبرة أخرى قد خنقتني، ولم توجد بعد، و"أم" للإضراب. وقولها: أمحمد ولأنت، قال ابن جني في "إعراب الحماسة": هذا على مذهب سيبويه، أعني تبقية الضمة في المادى مع التنوين اللاحق اضطرارًا، كقوله:

سلامُ اللهِ يا مطرٌ عليهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>