وقوله: أي وزير، قال أبو الحسن الأخفش فميا كتبه على "كامل المبرد"، يقال: فلان زير نساء، وطلب نساء وتبع نساء وخِلْم نساء، كلها بكسر الأول وسكون الثاني إذا كان صاحب نساء، وذلك أن مهلهلًا كان صاحب نساء، وكان كليب يقول: إنَّ مهلهلًا زير نساء لا يدرك بثأر، فلما أدرك مهلهل بثأر كليب، قال: أيُّ زير، فرفع أيًا بالابتداء، والخبر محذوف، فكأنه قال: أي زير أنا في هذا اليوم، والذنائب: موضع. انتهى.
وقال ابن السيد البطليوسي: وروى الكسائي: "أيِّ زير" بالنصب على تقدير أيّ زير كنت. انتهى. والجيد أن يكون أيّ زير خبرًا لأنا المقدر، وأي هنا هي الدالة على معنى الكمال. ولم يصب الدماميني في قوله: المراد بأيّ زير كليب، فهو ظاهر أقيم مقام المضمر. انتهى.
وقوله: بيوم الشعثمين الباء بمعنى في متعلقة بمحذوف صفة لزير، ويوم الشعثمين هو يوم واردات، وفيه حذف مضاف، أي: يوم قتل الشعثمين، وهما شعثم، وعبد شمس ابنا معاوية، كما تقدم نقله من "العقد الفريد" وثناهما بلفظ أحدهما على سبيل التغليب، وكذا قال الصاغاني في "العباب" وقال أبو عبيد البكري في "اللآلي، شرح أمالي القالي": الشعثمان: شعثم وشُعيث ابنا معاوية بن عامر بن ذهل بن ثعلبة، وهو قول ابن حبيب في كتاب "المثنى" وهما ابنا معاوية بن عامر بن ذهل بن ثعلبة، ففيه حذف واختصار، واسم شعثم حارثة عن ابن السكيت. انتهى. وقال الإمام المرزوقي في "شرح ديوان أبي تمام": الشعثمان قيل: رجلان، يقال لأحدهما شعثم وللآخر شعثب، وقيل: كان الآخر لعثمًا، وهما ابنا معاوية بن عامر بن ذهل قتلهما مهلهل في طلبه دم كليب، وكان يسميه وهو حي: زير نساء، ولذلك قال: