لفتحه الراء، وكنت ذاكرت الشيخ أبا على بهذا منذ بضع عشرة سنة، فقال: هذا إنما يجوز في المتصل، قلت: فأنت أبدًا تكرر ذكر إجرائهم المنفصل مجرى المتصل، فلم يزد شيئا، وقد ذكرت قديمًا هذا الموضع في كتابي في "سر صناعة الإعراب".
انتهى.
وهذا الرجز أنشده ابن الأعوابي في "نوادره" للحارث بن المنذر الجرمي، وأورد بعد ذلك:
إنَّ أخواليَ منْ شقرةَ قدْ ... لبسوا لي عمسًا جلدَ النمرْ
قال أبو محمد الأسود فيما كتبه على "نوادر ابن الأعرابي" وهو كتاب "ضالة الأديب": قد ترك أبو عبد الله بينهما بيتًا لا بدَّ منه وهو:
يومَ لا يقدرُ لا أخشى الردىَ ... وإذا قدرَ لا يغني الحذرْ
وهذا المقدار يوجد في ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال ابن عبد ربه في باب الحروب من "العقد الفريد": كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج كل يوم بصفين حتى يقف بين الصفين، ويقول:
أي يومي من الموت أفرْ ... يوم لا يقدرُ أمْ يومَ قدرْ
يومَ لا يقدرُ لا أرهبهُ ... ومن المقدور لا ينجي الحذرْ
وكذا أورده أيضًا في باب فضائل الشعر من ذلك الكتاب، والظاهر أنه رضي الله عنه كان يتمثل به، فإن رواته قد أجمعوا على أنه للحارث المذكور، وبعد قوله:
إنَّ أخوالي من شقرة ... إلى آخره أربعة أبيات وهي:
نحتوا أثلتنا بغيًا ولمْ ... يرهبوا غبَّ الوبالِ المستعمرْ
فلئنْ طأطأتُ في قتلهمُ ... لتهاضنَّ عظامي عنْ عقرْ
ولئنْ غادرتهمْ في ورطةٍ ... لأصيرنْ نهزةَ الذئب الفقر
ولئن أعرضت عنهم بعد ما ... أوهنتني لتصيبني بقرْ
وقوله: أي يومي بالنصب على الظرفية لأفر، ويروى في كتب النحو "في أي